مناسك العمرة وكيفية أدائها
العمرة هي إحدى أهم العبادات المقدسة للمسلمين، وهي عبادة ذات قيمة كبيرة في قلوبهم. يقوم المسلمون بأداء العمرة إذا توفرت لديهم القدرة المادية والجسدية، ويمكن أن يقوموا بها مرة واحدة في العمر أو أكثر. الهدف من أداء العمرة هو التقرب من الله والسعي لرضاه، والاستفادة من الأجر العظيم والثواب العميم الذي يترتب على ذلك.
تعد العمرة فرصة للمسلمين للاتصال بالله وزيادة قربهم منه. إنها تجربة روحية تتطلب التأمل والتواضع والتفاني. ومن المهم أن يكون المسلمون ملتزمين بالأعمال الصالحة والسلوك الحسن خلال العمرة، حيث يسعون للتواضع والتعاون والتفاهم مع الآخرين المشاركين في هذه الرحلة الروحية.
لبس الإحرام من الميقات
عندما يقرر المسلم الشروع في العمرة وزيارة بيت الله، يتوجب عليه الالتزام بتعاليمها والتحضير لها بشكل صحيح. لذلك، يجب عليه أن يتوجه إلى الميقات، وهو المكان الذي يجب على كل من ينوي زيارة مكة أن يتوقف فيه ويحرم منه، ولا يجوز له أن يتجاوزه دون أن يكون في حالة الإحرام. في هذا السياق، قبل أن يصل المسلم إلى الميقات، يقوم بارتداء الإحرام، وهو ثوب أو رداء أبيض طاهر وغير مخيط، وبالنسبة للمرأة، فإنها تحرم من ارتداء ملابسها العادية، وتلتزم باللباس المحدد للإحرام. ثم ينوي المسلم أداء العمرة في قلبه، ويجوز له أن يعبر عن ذلك بالكلمات قائلاً: "لبّيك اللهم عُمرة". ومن ثم، يستمر في ترديد التلبية والأذكار المشروعة في الطريق حتى يصل إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة.
الوصول إلى مكة ودخول الحرم المكي
بعد وصول المعتمر إلى مكة المكرمة، يُوصى له بأن يبدأ بالدعاء وطلب رحمة الله ومغفرته. ثم يتوجه إلى المسجد الحرام وينوي الاعتكاف فيه، سواء لأداء الصلاة أو للجلوس والتأمل. في هذا الوقت، يتحرَّى المعتمر خلع حذائه ويدخل المسجد بقدمه اليمنى مُقدِّمًا على اليسرى، مبتهلاً إلى الله أن يفتح له أبواب رحمته ويتقبل أعماله. وعندما يظهر له الكعبة المشرفة، يرفع يديه نحو السماء ويكبر الله ويحمده ويسأله أن يحفظ البيت الحرام وأهله ويدعو بالخير لمن أكرمه وعظمه.
الطواف
الطواف هو أن يمشي المعتمر حول الكعبة سبع مرات متتالية، بهدف الاقتراب من الله تعالى والتقرب إليه. تبدأ الخطوة الأولى في طواف العمرة من موقع مقابل الحجر الأسود، وتنتهي في المرحلة السابعة أيضًا في نفس الموقع. ومن أسس الطواف أن يضع المعتمر الكعبة على يساره والحجر الأسود على يمينه. ثم يلامس الحجر إذا أمكن ذلك، ويقبله أو يشير إليه بعيدًا إن لم يتمكن من لمسه. وبعد الانتهاء من الطواف، يُوصى للمعتمر بأداء ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم.
شرب ماء زمزم
بعد إكمال الطواف، من المستحب للمعتمر التوجه إلى ماء زمزم وشربه حتى يشبع ويروي ظمأه، ويمتلئ قلبه بالراحة. ثم يستقبل القبلة ويدعو الله بالأدعية المناسبة للأمور الدينية والدنيوية التي يرغب فيها. إذا كان المعتمر صائمًا، فلديه الخيار في تأجيل شرب ماء زمزم حتى بعد وقت الإفطار.
السعي بين الصفا والمروة :
يُشير السعي إلى المشي بين جبلي الصفا والمروة باتجاهين، سبع مرات، بهدف العبادة والتقرب إلى الله تعالى، بدءًا من الصفا وانتهاءًا بالمروة. عندما يصل المعتمر إلى جبل الصفا وتظهر الكعبة له، يستحب له برفع يديه إلى السماء وتكبير الله وتوحيده، ويدعوه بما يشاء. كما يُستحب للمعتمر الدعاء الله في كل مرة، ويذكره أثناء السعي.
بعد انتهاء السعي، ينتقل المعتمرون إلى المسجد الحرام لأداء صلاة ركعتين في مكان خاص يُعرف بمكان الإباء.